يُعدّ وضع المريض أمرًا بالغ الأهمية في الرعاية الصحية لضمان راحته وفعالية الإجراءات الطبية ومنع المضاعفات مثل تقرحات الضغط. تُعدّ وسادات الوضع الإسفنجية أساسية للحفاظ على المحاذاة والراحة ومنع الإصابات. تتناول هذه المقالة أنواعًا مختلفة من وضعيات وضع المريض، بالإضافة إلى وسادات الوضع اللازمة لكل نوع.
أهمية وسائد الوضعية
تُستخدم وسائد الوضعية في مختلف البيئات الطبية لدعم المرضى، والحفاظ على وضعيتهم، وإعادة توزيع الضغط على الجسم. تتوفر هذه الوسادات بمواد وأحجام وأشكال متنوعة، حسب الإجراء الطبي ووضعية الجسم. وتؤدي أغراضًا متعددة:
- الدعم: تساعد وسائد الوضعية في الحفاظ على محاذاة الجسم الصحيحة، مما يضمن وضعية المريض الصحيحة للإجراءات الطبية، مثل الجراحة أو التصوير التشخيصي.
- إعادة توزيع الضغط: من خلال تقليل الضغط على أجزاء معينة من الجسم، تمنع هذه الوسادات تقرحات الفراش، وضغط الأعصاب، وغيرها من المضاعفات المرتبطة بعدم الحركة لفترات طويلة.
- الراحة: توفر هذه الوسادات توسيدًا للمرضى، مما يضمن راحتهم أثناء الإجراءات الطويلة أو فترات النقاهة.
- التثبيت: تساعد وسائد الوضعية أيضًا على تثبيت المرضى، وخاصةً أولئك الذين قد يكونون تحت تأثير التخدير أو فاقدي الوعي، مما يمنع الحركة غير المقصودة التي قد تؤدي إلى الإصابة.
أنواع وضعيات المرضى ووسائد الوضعيات المستخدمة
1. وضعية الاستلقاء
وضعية الاستلقاء هي عندما يستلقي المريض على ظهره، وغالبًا ما تكون ذراعيه على الجانبين أو ممدودتين فوق رأسه. تُستخدم هذه الوضعية في مجموعة متنوعة من الإجراءات الطبية، بما في ذلك الجراحات العامة، والأشعة السينية، والفحوصات السريرية.
وسائد الوضعيات اللازمة:
- وسادة وضعية الرأس والرقبة: لدعم الرقبة والحفاظ على استقامة الرقبة، يمكن وضع لفافة عنقية أو وسادة مسند رأس تحت رأس المريض لمنع فرط تمدد الرقبة أو ثنيها.
- واقيات الكعب: لمنع تقرحات الضغط على الكعبين، تُستخدم وسائد الكعب أو أغطية الكعب المخصصة. تساعد هذه الوسادات في إعادة توزيع الضغط بعيدًا عن بروز الكعب العظمي.
- وسادة العجز: لحماية منطقة العجز (أسفل الظهر) من تقرحات الضغط، توضع وسائد العجز تحت أسفل الظهر. تمنع هذه الوسادات الضغط المطول على عظم العجز أثناء الجراحة أو الإجراءات المطولة.
- وسادات المعصم والكوع: لتجنب الضغط على المرفقين أو المعصمين عند وضع الذراعين على الجانبين، تُستخدم وسادات ذراع ناعمة أو وسائد داعمة.
٢. وضعية الانبطاح
يستلقي المريض على وجهه في وضعية الانبطاح، مع إمالة رأسه إلى أحد الجانبين، وإسناد صدره وبطنه على السرير. تُستخدم هذه الوضعية في جراحات العمود الفقري، وجراحات الظهر، أو لتحسين مستوى الأكسجين لدى المرضى الذين يعانون من ضائقة تنفسية.
وسائد الوضعية المطلوبة:
- وسادة الوجه والعين: تُعد وسادة الوجه أو وسادة الرأس ضرورية لدعم الوجه ومنع الضغط على العينين وعظام الوجه. عادةً ما تحتوي هذه الوسائد على ثقوب لضمان بقاء مجرى الهواء مفتوحًا للمريض.
- وسائد دعم الصدر والبطن: تُستخدم وسائد إسفنجية ناعمة أو قابلة للنفخ أسفل الصدر والبطن لتخفيف الضغط على الأعضاء الداخلية وتوفير الراحة أثناء فترات الانبطاح الطويلة.
- وسائد الركبة: لمزيد من الراحة، توضع وسائد الركبة أو دعامات الركبة الإسفنجية أسفل الركبتين لتقليل الضغط على مفاصل الركبة والرضفة.
- واقيات الكعب والكاحل: مع بقاء ساقي المريض ممدودتين في هذه الوضعية، تُستخدم واقيات الكعب أو وسائد الكاحل لمنع التقرحات أو تلف الجلد الناتج عن الضغط.
٣. وضعية فاولر
في وضعية فاولر، يُرفع الجزء العلوي من جسم المريض بزاوية تتراوح بين ٤٥ و٦٠ درجة، مع ثني الركبتين قليلاً. تُستخدم هذه الوضعية عادةً للمرضى الذين يعانون من صعوبات تنفسية، أو في فترة النقاهة بعد الجراحة، أو لأغراض الفحص.
وسائد الوضعية المطلوبة:
- وسائد مسند الرأس: من الضروري استخدام وسادة رأس ناعمة أو دعامة للرقبة للحفاظ على محاذاة عنق الرحم عند رفع الرأس.
- وسائد لف الركبة: تُستخدم وسادة الركبة لدعم الساقين ومنع انزلاقهما على السرير. يساعد ذلك في الحفاظ على الزاوية الصحيحة للوركين والركبتين.
- وسادة مسند الظهر: لضمان دعم ظهر المريض بشكل صحيح، يمكن استخدام وسادة أسفل الظهر لمنع التقوس المفرط والحفاظ على الراحة أثناء البقاء في هذه الوضعية لفترات طويلة.
- وسائد القدم: يساعد وضع مساند القدمين أو وسائد القدمين أسفل القدمين على إبقاء قدمي المريض في وضعية محايدة ويمنع الضغط على الكعبين أو أصابع القدم.
٤. وضعية استئصال حصاة الكلى
تُستخدم وضعية استئصال حصاة الكلى عادةً أثناء الولادة، وفي جراحات أمراض النساء، والمسالك البولية. يستلقي المريض على ظهره في هذه الوضعية، مع وضع ساقيه في الركائب، وثني الوركين والركبتين.
الوسائد اللازمة:
- وسادة الركائب: توضع وسادات ناعمة ومبطنة في الركائب لحماية ساقي المريض من الضغط والاحتكاك. يجب أن تكون هذه الركائب مزودة بحشوة قابلة للتعديل لتناسب مختلف أنواع الجسم.
- وسادة الحوض: تُستخدم وسادة حوضية أو وسادة إسفينية لمنع الضغط المباشر على منطقة الحوض، والذي قد يُسبب عدم راحة أثناء الإجراءات المطولة.
- واقيات القدم: في بعض الحالات، تُستخدم وسائد أو مساند للقدمين لدعم قدمي المريض في الركائب، مما يمنع الضغط غير الضروري على الكاحلين والقدمين.
٥. الوضع الجانبي
يستلقي المريض على جانبه، ممدودًا إحدى ذراعيه والأخرى أمام جسمه في الوضع الجانبي. يُستخدم هذا الوضع غالبًا في جراحات الصدر والكلى، وكذلك في فترة النقاهة بعد الجراحة.
وسائد الوضع المطلوبة:
- وسائد الدعم الجانبية: تُستخدم وسائد الوضع الجانبي أو الأوتاد الإسفنجية لدعم الجزء العلوي من ذراع المريض ومنع الجسم من التدحرج للأمام أو للخلف. تُعد هذه الوسادات أساسية لتثبيت المريض في هذا الوضع.
- وسائد الركبة والكاحل: توضع وسادة الركبة بين الركبتين لمنع تقرحات الضغط وتعزيز الراحة. كما تُستخدم وسائد الكاحل لتبطين أسفل الساق وتقليل الضغط على النتوءات العظمية للكاحل.
- دعامة الرأس والرقبة: تُعد وسادة الرأس أو لفافة الرقبة ضرورية للحفاظ على محاذاة الرأس ومنع إجهاد العمود الفقري العنقي. تُوضع هذه الوسائد عادةً تحت الرقبة أو الرأس للحفاظ على الجسم في وضعية محايدة.
٦. وضعية ترندلنبورغ
في وضعية ترندلنبورغ، يميل المريض بحيث يكون رأسه منخفضًا وساقاه مرفوعتين. تُستخدم هذه الوضعية عادةً في حالات انخفاض ضغط الدم أو لتحسين تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية.
وسائد الوضعية المطلوبة:
- وسادة الرأس والرقبة: يلزم استخدام وسادة مسند رأس لمنع إمالة الرأس للخلف بشكل مفرط، مما قد يسبب إجهادًا أو انسدادًا في مجرى الهواء.
- وسائد دعم الحوض والعجز: يمكن استخدام وسائد العجز أو أسافين الإسفنج لدعم منطقة الحوض وإعادة توزيع الضغط بعيدًا عن عظم العجز.
- وسائد الكعب والكاحل: تُستخدم واقيات الكعب لمنع تقرحات الضغط على الكعبين، خاصةً عند رفع الساقين لفترات طويلة.
٧. وضعية ترندلنبورغ العكسية
تتضمن وضعية ترندلنبورغ العكسية رفع الرأس والجذع مع إبقاء الساقين مسطحتين. تُستخدم هذه الوضعية عادةً للمرضى الذين يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي، أو مشاكل في الجهاز الهضمي، أو بعد جراحات البطن.
وسائد الوضعية المطلوبة:
- دعامة الرأس والرقبة: تُعد وسادة الرأس أو لفافة الرقبة ضرورية للحفاظ على محاذاة الرأس والرقبة بشكل صحيح عند رفع الجذع.
- وسائد الظهر والقطني: تُستخدم وسائد دعم أسفل الظهر للحفاظ على محاذاة العمود الفقري وراحته أثناء الإجراءات الطويلة في هذه الوضعية.
- وسائد القدم والكعب: تُعد وسائد القدم وواقيات الكعب ضرورية لمنع تقرحات الضغط ودعم القدمين، خاصةً عند رفع رأس المريض.
يُعدّ وضع المريض الصحيح أمرًا بالغ الأهمية في الرعاية الصحية، وتضمن وسادات الوضع السلامة والراحة وفعالية الإجراء. تتطلب كل وضعية – سواءً كانت استلقاءً، أو انبطاحًا، أو وضعية فاولر، أو استئصال حصاة الكلى، أو وضعية ترندلنبورغ – وسادات خاصة لإعادة توزيع الضغط وحماية المناطق الحساسة كالكعبين والمرفقين. استخدام الوسادات المناسبة وضبطها بشكل صحيح يمنع حدوث المضاعفات ويعزز رعاية المريض.